فتنة التكفير بين الهلال و الصليب و محمد عماره و مختار العزيزى
عزيزى العزيزى
أتفق معك و فى نفس الوقت أختلف
أفضل ان نبدأ بنقاط الإتفاق . أتفق بحق البهائين و البوذيين و السيخ و الهندوس و الملحدين بكتابة ما يريدون فى خانة الديانه و من لا يعجبه ذلك فليطالب بحذف تلك الخانه
هنا فى السعوديه تتواجد كل تلك الديانات و بالفعل كل شخص يكتب ما يشاء فى تلك الخانه و من غير الطبيعى ان نكون اقل تفهماً لهذه النقطة من السعودية بالرغم من أن أصحاب تلك الديانات ليسوا مواطنين سعوديين إلا أن الحكومة السعودية تعطيهم الحق بكتابة ما يريدون فى تلك الخانة فى رخصة الإقامة
اتفق معك فى حق كل شخص فى إنتقاد ما لا يعجبه فى الدين الآخر و لكن بصوره مهذبه و بطريقة تسمح للطرف الآخر بالرد عليه
و بالتالى قول أن المسيحيين هم كفره و يجب قتلهم و مستباح دمهم و مالهم و هو ما جاء فى كتاب د. محمد عماره لا ينطبق عليه هذا الوصف حيث لا توجد اسانيد لقوله أو مراجع قابله للتفنيد فإذا قام شخص بنعت آخر بأنه حمار و يستاهل الدبح فأى رد متحضر يتوقع من الطرف الآخر
هيقوله لأ و النعمه انا مش حمار و لا أستاهل الدبح
" الكفر.. هو تكذيب الرسول في شيء مما جاء به والأيمان.. تصديقه في جميع ما جاء به فاليهودي والنصراني كافران لتكذيبهما للرسول والبراهمي (نسبة لبراهمة المعبود الأعلى في الثالوث الهندوكي) كافر بالطريق الأول لأنه أنكر مع رسولنا سائر المُرسلين والدهري (الوجودي المنكر للخالق) كافر لأنه أنكر مع رسولنا المرسل سائر الرسل وهذا لأن الكفر حكم شرعي كالرق والحرية مثلاً إذ معناه إباحة الدم والحكم بالخلود في النار ومدركه شرعي فيدرك إما بنص أو بقياس على منصوص وقد وردت النصوص عند اليهود والنصارى والتحق بهم بالطريق الأول البراهمة والثنوية والزنادقة والدهرية فأنهم مُكذبون للرسول وكل مُكذب فهو كافر فهذه هي العلامة المطردة المنعكسة والأصل المقطوع به أن كل من كذب محمد فهو كافر أي مُخلد في النار بعد الموت ومُستباح الدم والمال في الحياة
الملون بالأحمر هو نص الكلام الوارد فى كتاب فتنة التكفير للدكتور عماره
النقد و المناظرات علامة نقاش متحضرة اما رمى الناس بالكفر و وجوب قتلهم هى آراء شخصية لا مانع من الإعتقاد بها و لكن لا يتم توزيعها على المواطنين فى كتب شبه مجانية
أختلف معك فى نقطه هامه
أصبت بالفزع عند رؤية كم التكفير فى التدوينة و التعليقات فالكفر ليس تهمة تلقى جزافاً على الناس و لكن يجب أن يكون هناك أسانيد لذلك و بالنسبة لنقطة رؤية المسيحيين للمسلمين على إنهم كفرة هذا غير صحيح فالمسيحيين يعتبرون المسلمين يعبدون نفس الإله و لكن بإسلوب مختلف و خاصة المسيحيون المتواجدون فى الوطن العربى
ولكن المشكله هى معرفة المسيحيون بالإسلام بينما لا يعرف أياً من المسلمين أى شىء عن المسيحية حتى المثقفين و المستنيرين من المسلمين و أعطى لهذا كمثال سيد القمنى فى كتاب رب الزمان كل المعلومات التى و ضعها عن المسيحية هى معلومات مغلوطة و عديمة الدقة و المرجع (سأوضح موقفى من القمنى فى تدوينة مستقلة حيث إنه ليس موضوعنا الآن) وبالتالى أصبح المسلمون ينعتون الأقباط بصفات ليست حقيقية بل هى من واقع خيالهم غير معتمدين فى ذلك على مرجع
فتارة ينعتونهم بعبادة الصليب وأخرى عبادة المسيح من دون الله وتارة ثالثة بعبادة ثلاث أو أن الله ثالث ثلاث (أخذت كل تلك الصفات من التعليقات على تدوينة العزيزى) فى حين إن أىٍ من هذه الصفات ليس صحيحاً و لكنها جل ما يعرفه المسلمين عن المسيحية و ليس مجالنا الآن شرح تلك النقاط و توضيحها فأنا لا أدافع هنا عن المسيحية و لا أهاجم الإسلام فقط أنا أكره كلمة الكفار و أود أن ألفت نظر خيرة شباب الوطن العربى من المثقفين لوجود هذه الهوة فى ثقافتهم تجاه معرفة حقيقة معتقدات الآخر خاصة الآخر المقيم معك فى نفس الوطن و زميلك فى المدرسة و الجامعة و العمل و جارك و و و و
ليس من المعقول أنه بمجرد أن يدير لك ظهره أن تنعته بالكفر و تستبيح دمه و ماله
و أخيراً أحب أن أوجه التحية إلى مختار العزيزى على إستنارته و أرجو أن أكون قد وجهت نظره مع كل مستنيرى و مثقفى الوطن لضرورة ملأ هذه الهوة الثقافية